(أوى) بالقصر لازم، وبالمد متعدّ، يقال: أويت إلى المنزل، وآويت غيري، وقد اجتمعا في قوله صلى الله عليه وسلم:(أمّا أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله).
قوله:(لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله تعالى خيرًا إلا أعطاه إياه).
قال الطيبي:(يسأل الله) حال من فاعل (ينقلب)، وقوله (إلا أعطاه) حال أيضًا من فاعل (يسأل)، وجاز لأن الكلام في سياق النفي، يعني لا يكون للسائل حال من الأحوال، إلا كونه معطى إياه أي: ما طلب، فلا يخيب. هذا على أن يكون المفعول الأول ضمير السائل. وأما إذا قدم المفعول الثاني على الأول اهتمامًا بشأن الخبر، فيجوز أن يكون صفة لـ (خيراً)، أو حالاً عنه، لاتصافه بقوله:(من خير الدنيا والآخرة). والمعنى لم يكن يتجاوز هذا الدعاء الجامع لخير الدارين من الاستجابة إلى الخيبة.
٩٤٥ - حديث:"يا سعدُ إن كنت خلقت للجنة فما طال من عمرك وحسن من عملك فهو خير".
قال الطيبي: فإن قلت: كيف جيء بالمشكوك وقوعه شرطها؟ و (سعد) من العشرة المبشرين بالجنة قطعا. قلت:(إنْ) فيها كما في قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}[آل عمران: ١٣٩] فهي وإن كانت صورتها صورة الشرطية، لكن