قال الكرماني:(والنبي) يحتمل أن يكون مفعولاً معه وأن يكون عطفاً على الضمير المرفوع المتصل. فإن قلت كيف يكون عطفاً ولا يصح أن يقال: أغتسل والنبي – صلى الله عليه وسلم - بضمير المتكلم. قلت: يقدر مناسبه مما يصح، وهو من باب تغليب المتكلم على الغائب، كما غلّب في قوله تعالى:(اسكن أنت وزوجك الجنة)[البقرة: ٣٥] المخاطب على الغائب وتقديره: اسكن أنت ولتسكن زوجك.
وقوله:(من إناء واحد من قدح)، (مِنْ) الأولى ابتدائية والثانية بيانية، والأولى أن يكون (قدح) بدل من (إناء) بتكرار حرف الجر في البدل. انتهى.
[١٥٧٨ - حديث:"أهريقوا علي الماء من سبع قرب".]
قال ابن التين: هو بإسكان الهاء، ونقل عن سيبويه أنه قال: أهراق يهريق اهرياقًا، مثل: استطاع يسطيع اسطياعًا بقطع الألف وفتحها في الماضي وضم الياء في المستقبل، وهي لغة في أطاع يطيع، فجعلت السين والهاء عوضًا من ذهاب الحركة عن عين الفعل.
قال: وروي بفتح الهاء ووجه بأنها مبدلة من الهمزة، لأن أصل هراق أراق، ثم اجتلبت الهمزة وسكنت الهاء عوضًا عن حركة عين الفعل، فتحريك الهاء على إبقاء البدل والمبدل منه، وله نظائر.
وقال الجوهري: هراق الماء يهريقه، بفتح الهاء هراقة بالكسر، أي صبه، وأصله: أراق يريق إراقة وأصل يريق يأريق وإنما قالوا: أنا أهريق وهم لا يقولون أنا أأريقه لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الإبدال. وفيه لغة أخرى أهرق الماء