ضُمّن (مثّل) معنى التصير، أي: صيّر ماله على صورة شجاع.
قال الكرماني: وروي بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أي: والمصور شجاع.
ورأيت في مجاميع الشيخ شمس الدين القماح بخطه ما نصه: سئل الشيخ جمال الدين بن مالك عن قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاع أقرع).
فأجاب: فاعل (جاء)، (الكانز)، (كنزه) مبتدأ، و (شجاع أقرع) خبره، والجملة حالية، لأن الجملة الابتدائية المشتملة على ضمير ما قبلها تقع حالاً، واقترانها بالواو كثير، وقد جردت منه في قوله تعالى:(اهبطوا بعضكم لبعض عدو)[البقرة: ٣٦].
ويجوز جعل (كنزه) فاعل (جاء) و (شجاع) خبر مبتدأ محذوف، والجملة في موضع الحال، أي: جاء وهو شجاع، أو صورته شجاع، ولا بعد فيه، لأن فيه حذف المبتدأ والواو.
إذ الاهتمام بهذه الواو، أقل من الاهتمام بالفاء المقترنة بمبتدأ جواب شرط، وقد حذفا معًا في قوله:
أبيُّ لا تبعد فليس بخالد ... حيٌّ ومن تصب الحمامُ بعيدُ
فهو بعيد فحذف الفاء وهي ألزم من الواو.
١٣٤٤ - حديث:"تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".