١١١٤ - حديث:"خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله عز وجل خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر الصديق، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا إن يكن الله خيَّر عبدًا".
قال الزركشي:(إنْ يكن) بكسر الهمزة على أنها شرطية وجوّزه السفاقسي، والمعنى: ما يبكيه لأجل أن يكن الله خير عبدًا.
وقال الكرماني:(إن يكن) شرطُ جزاء، جزاؤه محذوف يدل عليه السياق، أو (إنْ) بمعنى إذْ، وفي بعضها (أن) بفتح الهمزة.
فإن قلت: لم جزم؟
قلت: قال المالكي: في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لن ترع) فيه إشكال ظاهر لأن (لن) يجب انتصاب الفعل بها، وقد وليها في هذا الكلام بصورة الجزم، والوجه فيه أن يقال: سكن عين الفعل، أي:(تراعْ) للوقف، ثم شبه بسكون الجزم، فحذف الألف قبله كما يحذف قبل سكون المجزوم، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، فيوجه ما نحن فيه بمثله.
قوله:(إنَّ من أمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر".
قال الزركشي: (أبا بكر) بالنصب اسم (إنّ)، ويروى: أبو بكر، بالرفع، قال ابن بري: وهو يجوز إذا جعلت (مِنْ) صفة لشيء محذوف تقديره: إن رجلاً أو إنسانًا من أمنّ الناس، فيكون اسم (إنّ) محذوفًا، والجار والمجرور في موضع الصفة، وقوله:(أبو بكر) هو الخبر، و (من) زائدة على رأي الكسائي، والصحيح أنها على بابها، واسم إنّ محذوف، أي: إنّه، والجار والمجرور بعده خبر مبتدأ مضمر. أي: هو.