الحاضرين لعدم الاستطاعة، إذ لا يصح خطابه بكاف الخطاب، لأنه لم يتعين منهم، ولإبهامه بلفظة (من) وإن كان حاضرًا، وهذا النحو كثير في القرآن كقوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) إلى قوله: (فمن عفي له من أخيه شيء)[البقرة: ١٧٨] وقوله: (كتب عليكم الصيام) إلى قوله: (فمن تطوع خيرًا فهو خير له [البقرة ١٨٣ - ١٨٤]، وقوله: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحًا نؤتها أجرها مرتين)[الأحزاب: ٣١]، فهذه الهاءات كلها ضمائر للحاضر لا للغائب، ومثله لو قلت لرجلين: من قام الآن فله درهم، فهذه الهاء لمن قام من الحاضرين. انتهى كلام القاضي عياض. قال القرطبي: وهو حسن جيد.
٧١٢ - حديث "نضَّر الله امرءًا سمع حديثًا فبلّغه كما سمعه".
قال الطيبي:(كما سمعه) إمّا حال من فاعل (بلغه) أو من مفعول له. وإما مفعول مطلق، و (ما) موصولة أو مصدرية.
قوله:(ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم).
قال في النهاية والفائق:(عليهن) في موضع الحال، تقديره: لا يغل كائنًا عليهن. وإنما انتصب عن النكرة لتقدمه.