لزم الفصل بين (أحب) ومعموله بأجنبي، فالوجه أن يقرأ (أحب) بالفتح ليكون صفة (أيام)، و (أن يتعبد) فاعله، (ومن) متعلق بـ (أحب)، والفصل لا يكون بأجنبي.
وهو مثل قولك: ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل من عين زيد. وخبر (ما) محذوف.
قال الطيبي: لو ذهب إلى أن (أحبّ) خبر (ما)، وأن (أن يتعبد) متعلق بأحب بحذف الجار، فيكون المعنى: ما من أيام أحب إلى الله بأن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، لكان أولى من حيث اللفظ والمعنى.
أما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فإن سَوْق الكلام لتعظيم الأيام وتفخيمها، والعبادة تابعة لها لا عكسه، وعلى ما ذهب إليه القائل، يلزم العكس مع ارتكاب ذلك التعسف.
١٢٩٩ - حديث:"ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ إلى قوله: حتى الشوكة يُشاكها".
قال المظهري: يجوز رفع (الشوكة) على الابتداء، والخبر (يشاكها) وجرها على أن (حتى) عاطفة، أو بمعنى الضمير في (يشاكها) مفعوله الثاني، والمفعول الأول مضمر أقيم مقام الفاعل.