قوله:(فتغلبونّي)، النون مشددة منه، لأن أصله فتغلبونني، فأدغم إحدى النونين في الأخرى، والفاء سببية على التعكيس، كالكلام في:(فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنًا)[القصص: ٨]، وتقديره: أنا آخذ بحجزكم لأخلصكم عن النار، فعكستم وجعلتم الغلبة مسببة عن الأخذ.
١٢٤٣ - حديث:"أحدٌ أحدٌ".
قال الزمخشري في "الفائق": أراد أحد وحد، فقلبت الواو همزة كما قيل: أحد وإحدى وآحاد.
١٢٤٤ - حديث:"ولكنّ الكبرَ من بطر الحق وغمط الناس".
قال الخطابي: معناه: ولكن الكبر كبرُ من بطر، فأضمر كقوله تعالى:(ولكنَّ البر من آمن بالله)[البقرة: ١٣٧]، أي:(ولكنّ البرّ بر من آمن بالله).
قلت: ويجوز أن يقدر المضاف في الأول، أي: ولكن ذا الكبر من بطر، كما قال تعالى: وقيل مثله في الآية وقد ذكره ابن الأثير في هذا الحديث مع قول الخطابي.
قال أبو حيان في البحر: البر معنى من المعاني، فلا يكون خبره الذوات إلا ؤمجاز، فإما أن يجعل البر هو نفس من آمن على طريق المبالغة، والمعنى: ولكن البر أي: البار. وإما أن يكون على حذف من الأول، أي: ولكن ذا البر، قاله الزجاجي، أو من الثاني أي: بر من آمن.