وأما (قاعدًا) فحال من رباح والعامل فيه ما تتعلق به الباء.
٨١٥ - حديث حمار:"لا تلعنوه فوالله ما علمت إنّه يحبُّ الله ورسوله".
قال أبو البقاء: في المعنى وجهان، أحدهما أن (ما) زائدة، أي: فوالله علمت أنه، والهمزة على هذا مفتوحة لا غير.
والثاني: أن لا تكون بزائدة، ويكون المفعول محذوفًا، أي: ما علمت عليه أو منه سوءًا، ثم استأنف فقال: إنّه يحب الله ورسوله فالهمزة على هذا مكسورة.
وقال الكرماني: فإن قلت (ما) موصولة لا نافية فكيف وقع جوابًا للقسم، قلت جوابه: إنه يحب الله، وهو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ما علمته منه، والجملة معترضة بين القسم وجوابه، وقال الزركشي: معناه: الذي علمت و (أنه) مفتوحة، وهي وما بعدها في موضع مفعول (علمت).
وقال المظهري:(ما) موصولة، وإنّ مع اسمه وخبره سد مسد مفعولي (علمت) لكونه مشتملاً على المنسوب والمنسوب إليه، والضمير في (إنّه) يعود إلى الموصولة، والموصول مع صلته خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي علمت، والجملة جواب القسم، قال الطيبي: وفيه تعسف.
وفي "مطالع الأنوار" يعني: فوالله الذي علمته إنّه يحب الله ورسوله، فعلى هذا (عَلِمَ) بمعنى عَرَفَ، و (إنّه) خبر الموصول.
وفيه أيضًا: أو يجعل (ما) نافية والتاء للخطاب على طريق التقرير له، ويصح على هذا كسر (إنّه) وفتحها، والكسر على جواب القسم، وفيه أن (ما) صلة تأكيد، أي: لقد علمت.