٣١٨ - حديث:"صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن أكثر ما كنا قطّ وآمنه بمنى ركعتين".
قال ابن مالك: فيه استعمال قط غير مسبوقة بنفي، وهو ما خفي على كثير من النحويين، لأن المعهود استعمالها لاستغراق الزمان الماضي بعد نفي نحو: ما فعلت ذلك قط، وقد جاءت في هذا الحديث دون نفي وله نظائر انتهى.
وقال ابن هشام في المغني: من أعطى الشيء حكم المشبه له في لفظه دون معناه قول بعض الصحابة: قصرنا الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كنا قط وآمنه فأوقع قط بعد ما المصدرية كما تقع بعد ما النافية.
وقال الرضي: معنى قط الوقت الماضي عمومًا وتختص بالنفي، وربما استعمل بدون النفي نحو: كنت أراه قط، أي: دائمًا، وقد استعمل بدونه لفظًا لا معنى نحو:
هل رأيت الذئب قطّ
وقال الكرماني: فإن قلت شرطه أن يستعمل بعد النفي، قلت: ويختص بالنفي وربما استعمل بدون النفي نحو: كنت أراه قط، أي: دائمًا، وقد استعمل بدونه لفظًا. قلت: أولا: لا يلزم ذلك وساق كلام ابن الحاجب، وثانيا: أنه بمعنى أبدًا على سبيل المجاز وثالثًا: ما يقال إنه متعلق بمحذوف أي ما كنّا أكثر من ذلك قط، ويجوز أن تكون "ما" نافية خبر المبتدأ أو أكثر منصوبًا على أنه خبر كان والتقدير: ونحن ما كنّا