قال الطيبي: أي: أوقد، ولكن الأول أبلغ كعفّ واستعفف.
قوله:(فلما أضاءت ما حولها).
قال الطيبي: يقال أضاءت النار، وأضاءت غيرها، يتعدى ولا يتعدى، فإن جعل متعديًا يكون (ما حولها) مفعولاً به، وإن جعل لازمًا يكون (ما حولها) فاعلاً على تأويل الأماكن، ويجوز أن يكون فاعله ضمير النار، و (ما حولها) ظرف، فيجعل حصول إشراق النار في جوانبها بمنزلة حصولها نفسها منها مبالغة. وفي رواية مسلم:(ما حولها) فيكون الضمير راجعًا إلى النار، وفي رواية البخاري:(ما حوله) الضمير راجع إلى المستوقد.
قوله:(فأنا آخذ بحجزكم)، الفاء فيه فصيحة كما في قوله تعالى:(أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتمون)[الحجرات: ١٢]، فإنه تعالى لما سأل بقوله:(أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا). فأجابوا: لا، قال: فإذا كان كذلك فكرهتموه. وكذلك أنه صلى الله عليه وسلم، لما بين مثله ومثل الناس كأنه قيل: إذا صح هذا التمثيل وأنا مثل المستوقد وأنتم كالفراش تقحمون في النار فأنا آخذ بحجزكم.
وقوله:(هلم على النار) فمحله النصب على الحال من فاعل (آخذ)، أي: آخذ بحجزكم قائلاً (هلم) عن النار.