وأجرى أبو الحسن بن خروف أعلام الأيام مجرى أعلام الشهور، فجعل قول القائل: سير عليه الخميس مقصورًا على التعميم، وقوله: سير عليه يوم الخميس محتملاً للتعميم والتبعيض، وفيما رآه نظر. ومثل رمضان وغيره من أعلام الشهور المجردة في استحقاق التعميم: الأبد والدهر، والليل والنهار، معرفة بالألف واللام، فإذا قيل: كان ذلك الأبد أو الدهر فلا يصلح أن يراد به غير التعميم إلا من قصد المبالغة مجازًا، كما يقول القائل: أتاني أهل الدنيا، وإنما أتاه ناس منهم. قال سيبويه: ومما لا يكون العمل فيه من الظروف إلا متصلاً من الظرف كله قولك: سير عليه الليل والنهار والدهر والأبد.
ثم قال: ولا تقول لقيته الدهر والأبد وأنت تريد يومًا فيه، ولا لقيته الليل وأنت تريد لقاءه في ساعة دون الساعات، هذا نصّه.
قلت: ومن أمثلة ذلك في الحديث في الأبد: لا صام من صام الأبد.
وفي الدهر: من صام الدهر ضيقت عليه هكذا. ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأين منك سيئًا، قالت ما رأيت منك خيرًا قط.
و (في الليل والنهار): (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار).
وفي أعلام الأيام على رأي ابن خروف:"من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سنتين".