فإن قلت: فـ (كابرًا) نصب على ماذا؟ فالجواب أنه على الحال من الواو في سادة.
فإن قلت: فكان ينبغي أن يكون جمعًا ولا يكون بلفظ الإفراد: قلت: هو اسم جمع لا مفرد، كالحامل والباقر والسامر، قال تعالى:(مستكبرين به سامرًا تهجرون)[المؤمنون: ٦٧].
فإن قلت: هل يجوز أن يكون من باب وضع المفرد موضع الجمع، فالجواب، أنه لا يجوز، لأن ذلك إنما يكون في الضرورة.
[١٣٣٢ - حديث:"إنهم قالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم".]
قال القرطبي: كذا صحت الرواية، (وقد) بالواو ومعنى الكلام الاستفهام، فيحتمل أن تكون همزة الاستفهام محذوفة، والواو للعطف، فيكون التقدير: أو قد وجدتموه؟
ويحتمل أن تكون الواو عوض الهمزة كما قرأ قنبل عن ابن كثير:(قال فرعون وآمنتم)[الأعراف: ١٢٣]، قال أبو عمرو الداني: هي عوض من همزة الاستفهام، وهذه الواو مثلها، والضمير في وجدتموه عائد على التعاظم الذي دل عليه يتعاظم.
١٣٣٣ - حديث:"لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقولون: هذا الله خلق كل شيء فمن خلقه".