قال أبو البقاء: قوله: (أغصبًا) هو منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون حالاً أي: أتأخذها غصبًا، ويجوز أن يكون مفعولاً له أي: أتأخذها للغصب.
وقوله:(بل عاريَّة) مرفوع، أي: بل هي عارية، ولو نصب جاز أي: أخذتها عاريّة، ويكون حالاً.
[مسند صفوان بن عسال رضي الله عنه]
٤٢٧ - حديث:"كان يأمرنا إذا كنّا سَفْرًا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكنْ من بولٍ وغائط ونوم".
قال القاضي أبو بكر بن العربي في "شرح الترمذي": قوله: (إذا كنّا سفرًا) يعني مسافرين، وهي كلمة تقال للواحد والجمع والذكر والأنثى كالعدل والرضى والزور ونحوه.
وقوله:(ولكن) حرف من حروف النسق، وهي تختص بالاستدراك بعد النفي غالبًا، وربما يستدرك بها الإثبات فتختصّ بالجملة دون المفرد، وعلى هذا ففي لفظ الحديث إشكال، لأن قوله:(أمرنا أن لا ننزعَ خفافنا إلاّ من جنابة) نفي معقب باستثناء، فيصير إيجابًا، وقوله بعد ذلك:(لكنْ) استدراك من إيجاب بمفرد، وذلك خلاف ما تقدم، وفيه نظر، ومعناه بعد تأمل وتمكن مقر في رسالة:"ملجئة المتفقهين إلى معرفة غوامض النحويين"، وتقريبه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمسك خفافنا في