قال الكرماني: الجار والمجرور متعلق بمقدر وهو جاهد، والمذكور مفسر له، لأن ما بعد الفاء الجزائية لا يعمل فيما قبلها، والتقدير: إن كان لك أبوان فجاهد فيهما، ومعناه: خصصهما بالجهاد. وقال الطيبي:(فيهما) متعلق بالأمر، قدم الاختصاص، والفاء الأولى جزاء شرط محذوف، والثانية جزائية لتضمن الكلام معنى الشرط، أي: إذا كان الأمر على ما قلت فاختص المجاهدة بهما، فحذف الشرط وعوض منه تقديم المفعول المفيد الاختصاص ضمنًا. وقوله (فجاهد) جيء به مشاكلة.
٦٦٤ - حديث "لتأتينَّ على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل".
قال الطيبي: عدى (تأتينّ) بعلى لمعنى الغلبة المؤدية إلى الهلاك. وقال المظهري:(حذْو النّعل) منصوب على المصدر. وفاعل (لتأتينّ) مقدّر يدل عليه سياق الكلام. والكاف منصوب على المصدر.
وقال الأشرفي: الكاف هو الفاعل، والمعنى: لتأتين عليهم مثل ما أتى على بني إسرائيل.
وقوله: لكان قال الطيبي: اللام فيه جواب (إنْ) على تأويل (لو) كما أنْ لو تأتي بمعنى إنْ (وحتّى) هي الداخلة على الجملة الشرطية.
٦٦٥ - حديث "أفضلُ ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
قال الشُّلُوبِين: هذا مما فيه الخبر نفس المبتدأ في المعنى، فلم تحتج الجملة إلى ضمير.
وقال ابن مالك في "شرح التسهيل": من الإخبار عن مفرد بجملة اتّحدت به معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله.