ثم غلب تذكير الراكب المفهوم على تأنيث المرأة وعقلهما على بهيمية الحمار، فقال:(يمرون). ومثل يمرون المخبر به عن مذكور ومعطوف محذوف، وقوع (طليحان) في قول بعض العرب: (راكب البعير طليحان)، يريد: راكب البعير والبعير طليحان.
[مسند أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة رضي الله عنه]
٩٨١ - حديث:"لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خريفًا خيرًا له من أن يمر بين يديه".
قال الحافظ زين الدين العراقي: في رواية البخاري (خيرًا) بالنصب على أنه خبر كان، وفي رواية الترمذي (خير) بالرفع، على أنه اسم كان، و (أن يقف) الخبر.
قال ابن العربي:(روي) برفع (خير) ونصبه.
قال: وهاتان الجملتان يكونان معرفان بالإضافة.
قال: والثانية التي هي (خير له) أعرف من الأولى.
قال العراقي: وفيما قاله نظر، وذلك لأن قوله:(أن يقف) في تأويل: وقوفه، ووقوفه أعرف من (خير له) لصراحة الإضافة فيه، وإن كان معنى وقوفه وقوفًا له. انتهى.
وقال ابن فرحون: يجوز أن يجعل (ذا) في هذا الحديث موصولة (وعليه) صلته، وأن تجعل زائدة، والتقدير: ما عليه فيكون (ما) مبتدأ و (عليه) خبره.
وقال الطيبي:(بين يدي المصلي) ظرف للمار، وقوله:(ماذا عليه) سدّ مسدّ المفعولين ليعلم، وقد علق عمله بالاستفهام.