فلا تخذل المولى وإن كان ظالمًا ... فإنّ به تنأى الأمور وترأبُ
والتقدير: فإنّه به، وقيل: لا يحذف لأن المقصود من الكلام المصدر به هو التعظيم والفخامة، فلا يلائمه الاختصار، وفيه نظر، لأنه لو كان كما قيل لوجب أن لا يحذف أصلاً، وقد حذف اسم كاد في قوله تعالى:(كاد يزيغ قلوب فريق منهم)[التوبة: ١١٧].
وأما قول ابن الحاجب: وحذفه منصوبًا ضعيف، قد ضعفوه أيضًا، كيف وقد جاء في الكلام الفصيح في قوله صلى الله عليه وسلم في أوقات الكراهية:(أقصر عن الصلاة فإنّ حينئذ تسجرُ جهنم). أخرجه مسلم، أي: فإن الأمر والشأن حينئذ.
وقوله:(ولا ترفع عصاك عنهم أدبًا).
أدبًا مفعول له، أو فيه إضمار، أي: أضربهم تأديبًا إلى أن يتأدبوا أدبًا، على ما قدر الزجاج في قوله تعالى:(والله أنبتكم من الأرض نباتًا)[نوح: ١٧] أي أنبتكم من الأرض إنباتًا فتنبتون نباتًا. انتهى.
٩٠٩ - حديث:"ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثةٌ إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما".
قال الطيبي: قوله: (إياهما) تأكيد للضمير المنصوب في (أدخلهما)، قلت: والمتبادر إلى الذهن أنه مفعول المصدر المضاف إلى فاعله، وهو رحمته.