الأول، كما في: لو جئتني لأكرمتك، فإن الإكرام منتف لانتفاء المجيء، وبالنظر إلى الذهن لانتفاء الأول لانتفاء الثاني، فإننا نعلم انتفاء المجيء بانتفاء الإكرام ويستدل به عليه. وكذا في الآية انتفاء الفساد لانتفاء التعدد، ونعلم انتفاء التعدد بانتفاء الفساد.
والمقصود من الحديث: أن الشخص ينبغي أن يكون بين الخوف والرجاء.
[١٤٧٦ - حديث:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم – في مسير فنفدت أزواد القوم – إلى أن قال: (حتى ملأ القوم أزودتهم) ".]
قال القرطبي: هكذا الرواية، وصوابه: مزاودهم فإنها هي تملأ بالإزادة وهي جمع زاد مسمى المزواد أزودة باسمها لأنها تجعل فيها على عادتهم في تسمية الشيء باسم الشيء إذا جاوره أو كان منه بسبب، وقد عبر عنها في الرواية الأخرى بالأوعية.
قوله:(فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها غير شاك فيحجب عن الجنة).
قال القرطبي: رويناه بنصب فيحجب ورفعها، فالنصب بإضمار (أنْ) بعد الفاء في جواب النفي وهو الأظهر والأجود، وفي الرفع إشكال لأنه يرتفع على أن يكون خبر المبتدأ محذوفًا تقديره فهو يحجب، وهو نقيض المقصود فلا يستقيم المعنى حتى تقدر لا النافية، أي فهو لا يحجب، ولا تحذف لا النافية في مثل هذا.
وقال الطيبي: الباء في (بها) يجوز أن تكون سببية أو استعانة أو حالاً، وقوله:(غير شاكّ) مرفوع صفة (عبد) عطفًا على الجملة السابقة والنفي منصب عليهما معًا.
١٤٧٧ - حديث:"كنا قعودًا حول النبي صلى الله علىه وسلم".