أحدهما: أن يكون استطال الكلمة فحذف النون، كما تحذف من الموصول كقوله تعالى:(وخضتم كالذي خاضوا)[التوبة: ٦٩].
والثاني: أن يكون مضافًا وفصل بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور عناية بتقديم لفظ الإضافة، وفي ذلك جمع إضافتين إلى نفسه كل ذلك تعظيمًا للصديق، ونظيره قراءة ابن عامر (قتلَ أولادهم شركائِهم)[الأنعام: ١٣٧] بنصب (أولادَهم) وخفض (شركائِهم)، وفصل بين المتضايفين بالمفعول.
٩٨٦ - حديث:"فرغ الله إلى كلّ عبدٍ من خلقه من خمسٍ: من أجله ورزقه وأثره وشقي أم سعيد".
قال أبو البقاء: لا يجوز فيه إلا الرفع على تقدير: (وأهو شقيٌّ)، ولو جرّ عطفًا على ما قبله لم يجز لأنه لو قلت:(فرغ من شقي أم سعيد)، لم يكن له معنى. انتهى.
قال الطيبي:(فرغ) يستعمل باللام، يقال: فرغ لكذا، واستعماله بإلى إما للتضمين، أو يكون حالاً، أي: تقدير ما في الأزل من تلك الأمور إلى تدبير العبد بإبدائها، ويجوز أن تكون إلى بمعنى اللام، يقال: هداه إلى كذا أو لكذا. و (مِنْ) في (من خلقه) صلة (فرغ)، أي: من خلقه، ومما يختص به، وما لابد منه من الأجل والعمل وغيرهما، و (من خمس) عطف عليه، ولعل سقوط الواو من الكاتب، ويمكن