والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد، و (حتى) ليست للتعليل بل مجرد عطف بمعنى الواو، فصار تقدير الحديث: ما من أحد يسلم علي إلا وقد رد الله علي روحي قبل ذلك فأرد عليه. وإنما جاء الإشكال من ظن أن الجملة (رد الله) بمعنى الحال أو الاستقبال، وظن أنّ (حتى) تعليلية، وليست كذلك.
ثم بعد أن خرجت هذا التخريج، رأيت هذا الحديث مخرّجًا في كتاب (حياة الأنبياء) للبيهقي، بلفظ:(وقد ردّ الله علي روحي)، فصرح فيه بلفظ:(وقد)، فترى أن رواية سقوطها محمولة على إضمارها، وأنّ حذفها من تصرف الرواة.
١٢٠٦ - حديث:"تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء".
قال الطيبي: قوله: (لا يشرك بالله) صفة (عبد)، وقوله:(إلا رجل) الظاهر فيه النصب لأنه استثناء من كلام موجب، ويمكن أن يقال: الكلام محمول على المعنى، أي: لا يبقى ذنب أحد إلا ذنب رجل. ونحوه قال الفرزدق:
... ... ... لم يدع ... من المال إلا مسحتًا أو مجلَّفُ
كأنه قال: لم يبق من المال إلاًّ مُسْحتًا أو مجلف.
وقوله تعالى:(فشربوا منه إلا قليل منهم)[البقرة: ٢٤٩] أي: فلم يطيعوه إلا قليل.