قال أبو البقاء: كذا وقع في هذه الرواية بنون واحدة والأصل يعبدونني. إذ لا سبب لحذف النون، ويحتمل وجهين، أحدهما: أن تشدد النون فتكون كقوله تعالى: (أتحاجوني في الله)[الأنعام – ٨٠] فتدغم النون في النون، والثاني أن تكون النون خفيفة فيكون قد حذف إحدى النونين.
ومثله حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – (إني لي قرابةً أصلهم ويقطعوني)، وحديث عقبة (فننزل بقوم لا يقرونا) الأصل يقروننا، حذفت نون الرفع لتوالي نونين. وحديث عائشة (هل أصبح عندكم شيء تطعمونيه) والأصل: تطعموننيه، ويجوز في هذا وجه ثالث وهو أن يكون مجزومًا على جواب الاستفهام، كقولك: أين بيتك أزرك. انتهى.
وقال ابن مالك في توضيحه: حذف نون الرفع في موضع الرفع لمجرد التخفيف ثابت