قال في "الكشاف": (معه) لا يخلو إما أن يتعلق بـ (بلغ) أو بـ (السعي)، أو بمحذوف، ولا يصح تعلقه بـ (بلغ) لاقتضائه بلوغهما معًا حدّ السع. ولا بـ (السعي) لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه، فبقي أن يكون بيانًا، كأنه لما قال: فلمّا بلغ معه الحدّ الذي يقدر فيه على السعي: قيل: مع من؟ قال: مع أبيه. وهذا أسلوب غريب يقرب في التفضيل من قولهم: العسل أحلى من الخلّ. انتهى.
[مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه]
[١١٦٠ - حديث:"إذا مرت بك جنازة يهودي أو نصراني أو مسلم فقوموا لها".]
قال أبو البقاء: خاطب في الابتداء الواحد، ثم عاد إلى الجمع، إما لأنه كان وحده، أو كان المعظَّم من دونهم، لما وصل إلى الحكم الذي هو القيام عمّ، إما ليعلم من كان معه أن الحكم عام، أو ليأمر أبو موسى مَنْ يكون معه وقت مرور الجنازة به أن يفعلوا ذلك.
١١٦١ - حديث:"ثم أمر لنا بثلاث ذودٍ".
قال أبو البقاء: الصواب تنوين (ثلاثٍ)، وأن يكون (ذود) بدلاً من (ثلاث)