وقال القاضي عياض: لفظة (ذا) و (ذي) و (ذو) عند أهل العربية، إنما تضاف إلى الأجناس، ولا تضاف عندهم لغيرها من الصفات والمضمرات والأفعال والأسماء المفردات، لأنها في نفسها لا تنفكّ عن الإضافة، وقد جاءت مفردةً، ومضافة إلى مفرد، وإلى فعل، ومجموعةً ومثناةً، وكلّه عندهم شاذ كقولهم: ذو (يزن) والأذواء، وقالوا: أفعل كذا بذي سلم، وتقدير هذا عندهم على الانفصال، أي: الذي له كذا والذي يسلم كذلك.
وقوله: ذا رحمك، أي: الذي رحمه معك أو يشاركك فيها، ونحوه، ومعنى (ذو) صاحب.
قال القرطبي: قوله: (وتصل ذا رحمك) يعني قرابتك، وعلى هذا فتكون القرابة جنسًا مضافًا إلى (ذي) فإن حكمها أن يضاف إلى الأجناس، وهذا أولى من قول من قال: إن الرحم هنا اسم عين، وإنها هنا بمنزلة قولهم: ذو نواس، [وذو يزن، وذو رعين]، وقد ندر ذو عبس، لأن هذه أسماء أعلام لا أسماء أجناس. انتهى.