و (كان) الثانية بمعنى قضى، أي: من سعى في حاجة أخيه قضى الله حاجته، وذكر بلفظ (كان) بطريق المشاكلة. انتهى.
٦٠٨ - حديث "إن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير بين العوام حَضْرَ فرسِه".
قال الرضي: قد يقام المصدر المضاف إليه مقام المضاف الذي هو مكانٌ نحو: مشيت غلوة سهم، ورمية نشابة، أي مسافة غلوة سهم.
قال: ومنه الحديث: (أقطع النبي صلى الله عليه وسلم الزبير حضر فرسه).
٦٠٩ - حديث:"كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرفَ فيصلي ركعتين في بيته".
قال الطيبي: قوله: (فيصلي) عطف من حيث الجملة لا التشريك – على (ينصرف) أي: لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فإذا انصرف يصلي ركعتين. ولا يستقيم أن يكون منصوبًا عطفًا عليه، لما يلزم منه أن يصلي بعد الركعتين الصلاة. ونظيره في العطف قوله تعالى:(تقاتلونهم أو يسلمون) على تقدير: أو هم يسلمون.
قال ابن الحاجب: الرفع على الاشتراك بين (يسلمون) و (تقاتلونهم) على معنى التشريك بينهما في عامل واحد، أو على الابتداء بجملة معربة إعراب نفسها غير مشترك بينهما وبين ما قبلها في عامل واحد.