فعلى هذا يكون التقدير: نهى عن قول: قيل وقال، وفيهما ضمير فاعل مستتر، ولو روي: عن قيلٍ، بالجر والتنوين جاز.
وقال الرضي: قوله (نهى عن قيل وقال) هما محكيان، والمعنى: نهى عن قول: قيل وقال كذا، وقال فلان كذا، يعني: كثرة المقالات.
[١٣٥٤ - حديث:"جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به".]
قال الطيبي: قوله: (إنا نجد في أنفسنا) واقع موقع الحال، أي: سألتموه مخبرين أنا نجد، أو قائلين، على احتمال فتح الهمزة وكسرها، والكسر أوجه حتى يكون بيانًا للمسئول. و (تعاظم) تفاعل بمعنى المبالغة، لأن زيادة اللفظ لزيادة المعنى، فإن الفعل الواحد إذا جرى بين اثنين يكون مزاولته أشق من مزاولته وحده.
وقوله:(أحدنا).
قال المظهري: المروي (أحدنا) برفع الدال، ومعناه: يجد أحدنا التكلم به عظيمًا، ويجوز النصب، أي: يعظم ويشق التكلم به على أحدنا.
قوله:(أو قد وجدتموه؟)
قال الطيبي: الهمزة للاستفهام، والواو للعطف على مقدر، أي: حصل ذلك، وقد وجدتموه، تقريرًا وتأكيدًا.