قال الحافظ ابن حجر: تقرر في كتب العربية أن (أبدًا) تستعمل للمستقبل وأما الماضي فيؤكد بقطّ.
قال: ويجاب عن الحديث المذكور بأنها ذكرت على سبيل المبالغة إجراء للماضي مجرى المستقبل، كأنّ ذلك دأبه لا يتركه.
[١٦٠١ - حديث:"هو لها صدقة".]
قال ابن مالك: يجوز في " صدقة" الرفع على أنه خبر "هو"، و"لها" صفة قدمت فصارت حالاً، كقوله:(والصالحات عليها مغلقًا بابُ) فلو قصد بقاء الوصفية لقال: "والصالحات عليها باب مغلق".
وكذا الحديث، لو قصدت فيه الوصفية ب "لها" لقيل: هو صدقة لها، ويكون " لها"في موضع رفع. ويجوز أن ينصب "صدقة" على الحال، ويجعل الخبر "لها".
[١٦٠٢ - حديث:"من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره".]
قال الطيبي:(من) الأولى يجوز أن تكون تبعيضية منصوبة بـ (أوتر)، و (من) الثانية بدل منها، لأن الليل إذا قسم ثلاثة أقسام يكون لكل قسم منها جزء، ويجوز أن تكون الثانية بيانًا لمعنى البعضية، ويجوز أن تكون الأولى ابتدائية، والثانية بيانًا لـ (كل). وهذا أوجه. ويعتبر في الكل الإفراد بمنزلة اللام الاستغراقية، والثانية بدل، أو بيان.