(فقلّ) على هذا نفي. ولما كان معناه هذا أدخلوا عليه (ما) الكافة فجعلوها تلي الفعل ولم تكن تليه قبل. قالوا: قلما يقوم زيد، يريدون: ما يقوم زيد، فأدخلوا (قلّ) وإن كانت مثالاً ماضيًا من (أن يكون) مسندًا إلى فاعل، وجعلوه كحرف نفي. انتهى.
قوله:(هذا رسول الله مقبلاً متقنعاً).
قال الطيبي: حالان مترادفتان أو متداخلتان، والعامل معنى اسم الإشارة.
قال الزجاج: إذا قلت: هذا زيد قائمًا، إن قصدت أن تخبر به من لم يعرف زيدًا لم يجز، لأنه لا يكون زيدًا إلا ما دام قائمًا، فإذا زال عنه القيام فليس بزيد. وإنما: هذا زيد قائمًا، لمن يعرف زيدًا، فيعمل في الحال التنبيه، أي انتبه لزيد في حال قيامه، وأشير إلى زيد في حال قيامه، لأن (هذا) إشارة إلى ما حضر، وقال: هذا من لطيف النحو وغامضه.
قوله:(أخرج ما عندك).
قال الكرماني: هو على لغة من يقول: (ما) عامة للعقلاء ولغيرهم وروى: من عندك.
قوله:(قال: الصحبةُ يا رسولَ الله، قال: الصحبةُ)،
قال الكرماني:(الصحبة) بالنصب، أي: أنا أريد الصحبة، أو أطلب الصحبة، وبالرفع، أي مرادي أي مطلوبي. وكذا لفظ (الصحبة) الثانية بالنصب، أي: أنا أريد أو أطلب الصحبة أيضًا. أو ألزم صحبتك. وبالرفع أي: مطلوبي أيضًا الصحبة أو الصحبة مبذولة.
قوله:(صبح ثلاث).
قال الزركشي: نصب على الظرف.
١٦١٣ - حديث:"لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعامٌ إلا الأسودان".