قال الطيبي:(الصدقة) مبتدأ، و (ماذا) بمعنى أي شيء، والجملة الاستفهامية خبر بالتأويل.
قلت: الصواب أن (الصدقة) بالنصب مفعول أول لـ (أرأيت)، وجملة الاستفهام في موضع المفعول الثاني، كقولك: أرأيت زيدًا ما صنع.
٩٤٣ - حديث:"إن الله قد أعطى كلَّ ذي حق حقَّه، فلا وصيةَ لوارثٍ، الولدُ للفراش، وللعاهرِ الحجر، وحسابُهم على الله".
قال الطيبي: الضمير في (حسابهم) إذا رجع إلى (العاهر) بحسب الجنسية جاز إذا أريد الحد، وإذا أريد مجرد الحرمان فلا، ويمكن أن يقال: إنه راجع إلى ما يفهم من الحديث من الورثة والعاهر، كأن في المعنى: أن الله تعالى هو الذي قسم أنصباء الورثة بنفسه، فأعطى بعضًا الكثير، وبعضًا القليل، وحجب البعض وحرم البعض، ولا يعرف حساب ذلك وحكمته إلا الله تعالى، فلا تبدلوا النص بالوصية للوارث والعاهر.
فعلى هذا قوله:(وحسابهم على الله) حال من مفعول (أعطى)، وعلى الأول من الضمير المستتر في الخبر في قوله:(وللعاهر الحجر).