قال النووي: قوله: (قلّ عربي نشأ بها مثله) بالنون والهمز في آخره أي: شبّ وكبر، و (بها) بمعنى فيها، والضمير للحرب أو الأرض أو بلاد العرب. انتهى.
وروي (عربيّا) بالنصب، قال السُّهيلي: و (مثله) فاعل (قلّ) و (عربيًّا) منصوب على التمييز لأنّ في الكلام معنى المدح نحو: عظم زيد رجلاً، وقلّ ذا أربا. و (قلّ) وزنها: (فعل) لقولهم في اسم الفاعل (قليل).
وروي (مشى) بميم مفتوحة، فعل ماض من المشي، قال القاضي: وأكثر رواة البخاري عليه، وعند بعضهم (مُشابِهًا بوزن (مقابلاً)) اسم فاعل من الشبه، أي: مشابهًا بصفات الكمال في القتال. وقد يكون منصوبًا بفعل محذوف أي: رأيته مشابهًا، أو معناه: قلّ عربي يشبهه في هذه الصفات.
وقال القرطبي: يحتمل أن يعود الضمير في (بها) على الشهادة والحالة الحسنة التي مضى بها إلى الله تعالى، قال: وهذا يعضده المعنى ومساق الكلام.
٣٩٢ - حديث:"أيُّما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاثُ ليالٍ فإن أحبّا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا".
قال الكرماني: فإن قلت: ما وجه التركيب؟ قلت: بعض الجزاء محذوف، وفي مخرج أي لصح، فإن أحبّا أن يتناقضا تناقضا، وإن أحبّا أن يتزايدا في الأجل تزايدا.