قال الشيخ ولي الدين العراقي في مجموع له ومن خطه نقلت: هذا جاز على أصل معنى (في) وهو الظرفية لكن فيه حذف وتقدير، وهو خلاف الأصل.
قال: والذي أقوله: إن (في) هنا يحتمل ثلاثة أوجه غير ما ذكره القاضي، أحدها: أن تكون للتعليل، فيكون التقدير: أبردوا عن الحر لأجل الصلاة كما في قوله تعالى: (فذلكن الذي لمتنني فيه)[يوسف: ٣٢]، وقوله:(لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب)[النور: ١٤].
الثاني: أن تكون بمعنى الباء، كما في قوله:(أبردوا عن الصلاة) أي بالصلاة، وكقول زيد الخيل:
ويركب يوم الروع منا فوارسٌ ... يصيرون في طعن الأباهر والكلى
أي: بطعن الأباهر.
الثالث: أن يكون من باب القلب نحو: عرض الحوضَ على الناقة.
قال الكرماني: فإن قلت: ما الفرق بين: أبردوا عن الصلاة وأبردوا بالصلاة، قلت: الباء هو الأصل وأما عن ففيه تضمين معنى التأخير، أي تأخروا عنها مبردين.
وقيل هما بمعنى واحد، و (عن) تطلق بمعنى الباء كما يقال: رميت عن القوس، أي بها.
وقوله:(فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف).