قال: وممن ذكر الوجهين في نصب الدال ورفعها، صاحب التحرير وغيره.
وقال الزركشي: هو بفتح الجيم: المشقة، وجوز الضم، فإما أن يكونا بمعنيين، أو بالضم بمعنى الطاقة، ويكون المعنى: بلغ الملك وسعه وطاقته من غطّه. وعلى هذا التأويل يكون بالنصب مفعولاً، أي بلغ الملك الجهد وعلى الأول يكون مرفوعًا فاعلاً، وحذف المفعول. أي بلغ مني الجهد مبلغًا.
وقال ابن حجر: روي بالفتح والنصب، أي: بلغ مني غاية وسعي، وبالضم والرفع، أي: بلغ مني الجهد مبلغه.
وقال الطيبي: أي صار بسبب ذلك – أي تلك الغطّة – يضطرب فؤاده.
وقال الكرماني: على الرفع معناه: بلغ الجهد مبلغه، فحذف مبلغه؛ وعلى النصب: معناه: بلغ مني الجهد.
وقال التوربشتي: لا أرى الذي روى بنصب الدال إلا قد وهم فيه أو جوّزه بطريق الاحتمال، فإنه إذا نصب الدال، عاد المعنى إلى أنه غطه حتى استفرغ قوته في ضغطه وجهد جهده بحيث لم يبق فيه مزيد، وهذا قول غير سديد، فإن البنية البشرية لا تستدعي استيفاء القوة الملكية لا سيما في مبدأ الأمر.
وقال الطيبي: لا شك أن جبريل في حال الضغط لم يكن على صورته الحقيقية التي تجلى بها عند سدرة المنتهى، فيكون استفراغ جهده بحسب صورته التي تجلّى به غطّه. وإذا صحّت الرواية اضمحل الاستبعاد.