ولا خلاف في أن معنى "كم" التكثير، ولا معارض لهذا الكلام في كتابه، فصح أن مذهبه كون "رب" للتكثير لا للتقليل.
وأما الشواهد على صحة ذلك فمنها نثر ومنها نظم. فمن النثر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"، فليس المراد أن ذلك قليل، بل المراد أن الصنف المتصف بهذا من النساء كثير. ولذلك لو جعلت "كم" موضع "رب" لحسن. ونظائره كثيرة.
ومن شواهد هذا من النظم قول حسان:
رب حلم أضاعه عدم الـ ... مال وجهل غطى عليه النعيم
وقول ضابئ البرجمي:
ورب أمور لا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب
وقول عدي بن زيد:
رب مأمول وراج أملا ... قد ثناه الدهر عن ذاك الأمل
واحترزت بقولي:"في الغالب " من استعمالها فيما لا تكثير فيه، كقوله: