جُلُّ مهري بطول مكثه على ظهره، وتعوّض منزل الفسطاط من عذاره ورسنه.
وقوله أيضا من قصيدة يمدح بها كافورا، وكان أسود:
مَنْ لبيضِ المُلوكِ أنْ تُبْدل الـ ... لونَ بِلَوْنِ الأستاذ والَسَحْناءِ
يقولَ: من للبيض من الملوك أن يُبدلوا ألوانهم بلون هذا الممدوح وسحنائه.
ومنه قول المعرّي:
يقولُ إنَّ زماناً يَسْتقيدُ لهم ... حتى يُبَدَّل من بُؤْسٍ بنعماءِ
أي حتى يعوَّض من هذه بهذه. وقد يدخل هذا البيت في الوجه الثالث بعد هذا بتقدير: حتى يبدلهم، ومن هذا الوجه البيت الواقع في السِّير، وقصيدة عديّ بن زيد العبّادي وهو قوله:
وذلك أن الفيج في البيت هو المنفرد في مشيه، والزّرافة الجماعة، يعني بها الكتائب التي ذكر في القصيدة قبل هذا في قوله:
ساقتْ إليها الأسبابُ جُنْدَ بني الـ ... أحرار فُرسانُها مواكبُها
حتى رآها الأقوالُ من طَرَفِ الـ ... مَنْقَلِ مُخْضرَّةً كتائِبُها
ويريد بالفيج سيف بن ذي يزن الحميري، لأنه خرج بنفسه حتى قدم على قيصر فشكا إليه حال أهل اليمن، فلم يشكه، فأتى النعمان فذهب معه فأدخله على كسرى فشكا إليه، فأصحبه جيشا، كما ذكر صاحب السيَّر. فبدَّل الواحد بالجماعة.
وإنْ أراد بالفيج معنى الرسول، كما قال بعض اللغويين، فإن سيفاً كان رسول أهل اليمن.