نفسه، لأن المصدر لا يفصل بينه وبين متعلقه بالخبر، قال، ومن لابتداء الغاية أو بمعنى في، وعلى قول من فسر الويل بأنّه وادٍ في جهنم تكون للتبعيض.
وقال الكرماني: المشهور أن اللام تستعمل في الخير و "على" في الشر نحو: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)[البقرة: ٢٨٦] قلت هي هنا للاختصاص نحو: (وإن أسأتم فلها)[الإسراء: ٧](ولهم عذاب أليم)[البقرة: ١٠].
قال الرضي: من أسماء الأصوات ما قام مقام المصادر فنصب المفعول المطلق عند قطع الفعل الناصب عنه نحو: آهًا منك أي توجعًا، وواهًا أي طيبًا، وأفًّا لك أي كراهة. قال والأصوات القائمة مقام المصادر يجوز إعرابها نصبًا إلاّ أن يكون على حرفين ثانيهما حرف مدّ نحو: ويحَ زيد وويلَه، وذلك أن آهًا وويهًا يجوز إبقاؤها على البناء الأصلي نحو: أفٍ لكما، والظاهر أن ويلك وويحك من هذا الباب وأصل كلها (وَيْ) على ما قال الفراء جيء بلام الجر بعدها مفتوحة مع الضمير نحو ويلك وويله ثم خلط اللام بوَيْ حتى صارت لام الكلمة كما خلطوا اللام بيا في قوله:
إذا الدّاعي الثوّبُ قال يا لا
فصار معربًا بإتمامه ثلاثيًا فجاز أن تدخل بعدها لام أخرى نحو: ويلاً لك لصيرورة اللام لام الكلمة ثم نقل إلى باب المبتدأ فقيل: ويل له، انتهى.
وقال أبو حيان: ويل: مصدر لأفعل له، وقيل فعل وألولا.