قال الشيخ ولي الدين العراقي فيما وجد بخطه: لا يتعين على هذا الوجه أن يجعل اسم كان ضميرًا عائدًا على الجود، بل يمكن أن يكون عائدًا على النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود شيء كائن.
فإن قلت: يلزم على ذلك أن لا يكون في غير رمضان كذلك، قلت: وكذا التقدير يلزم على التقدير الذي قدره الشيخ.
وقال ابن الربيع في "شرح الإيضاح"(في أواخر باب الابتداء): مسألة تقول: زيد أحسن ما يكون يوم الجمعة: فيوم الجمعة خبر لأحسن، والجملة خبر لزيد. وإذا رفعت (يوم الجمعة)، فيكون التقدير: أحسن أكوانه يوم الجمعة، كأنه قال: أحسن أيامه يوم الجمعة، كما قالوا: نهاره صائم.
فإذا قلت: أحسن ما يكون في يوم الجمعة، فيكون المجرور خبرًا لأحسن والجملة خبر لزيد، وعلى هذا جاء الحديث:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان)، فقوله:(في رمضان) خبر لأجود، والجملة خبر لكان، واسم كان مضمر يعود إليه عليه السلام.
وقال شيخنا سراج الدين البُلْقيني: ويجتمع من كلام ابن الحاجب وابن مالك في وجه الرفع أوجه. انتهى.
وقال الكرماني:(أجود) بالرفع لأنه اسم كان، وخبره محذوف حذفًا واجبًا، إذ هو نحو: أخطب ما يكون الأمير قائمًا. ولفظة (ما) مصدرية، أي: أجود أكوان الرسول، (في رمضان) في محل الحال، واقع موقع الخبر الذي هو حاصل. و (حين يلقاه): حال من الضمير الموجود في (حاصل) المقدر، فهو حال عن حال، ومثلها يسمّى بالحالين المتداخلتين، ومعناه: كان أجود أوانه حاصل في رمضان عند الملاقاة.
ويحتمل في (كان) ضمير الشأن، فيكون المعنى: كان الشيء أجود أكوانه حاصل في رمضان عند الملاقاة.