قال ابن مالك: العرب تقسم بفعل الشهادة، فتجعل له جوابًا كجواب القسم الصريح. مثل قوله تعالى:(قالوا نشهد إنك لرسول الله)[المنافقون: ١] ثم قال: (اتخذوا أيمانهم جنة)[المنافقون: ٢] فسمى ذلك القول يمينًا، ومثله قول سعيد بن زيد:(أشهد لسمعت) فأجرى (أشهد) مجرى (أحلف) وجعل جوابه فعلاً ماضيًا مقرونًا باللام دون (قد).
ومن النحويين من يزعم أن هذا الاستعمال مخصوص بالشعر ويستشهد بقول امرئ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال
والصحيح جواز استعماله في أفصح الكلام.
ونظير استعماله في هذا الحديث قوله تعالى:(ولئن أرسلنا ريحًا فرأوه مصفرًا لظلوا من بعده يكفرون)[الروم: ٥١].
ونظيره أيضًا:(فوالله لترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فأناخ).
قوله:(ظلمًا) قال الشيخ أكمل الدين في "شرح المشارق": نصبه على أنه مفعول له، أو حال من الفاعل، أي: من أخذ حال كونه ظالمًا أو صفة لمصدر محذوف أي: أخذًا ظلمًا، والضمير المستتر في (طُوِّقَه) القائم مقام الفاعل يعود إلى (من) والبارز إلى السير.