(أرأيت) لغتان ومعنيان: أحدهما أن تسأل الرجل: أرأيت زيدًا، أي بعينك، فهذه مهموزة وثانيهما أن تقول:(أرأيت) وأنت تقول: أخبرني، فههنا تترك الهمزة إن شئت، وهو أكثر كلام العرب، يومئ إلى ترك الهمزة (إن شئت) للفرق بين المعنيين). انتهى.
وإذا كانت بمعنى أخبرني جاز أن تختلف التاء مفتوحة كحالة الواحد المذكر، ومذهب البصريين أن التاء هي الفاعل، وما لحقها حرف خطاب يدل على اختلاف المخاطب. ومذهب الكسائي أن الفاعل هو التاء، وأن أداة الخطاب اللاحقة في موضع المفعول الأول، ومذهب الفراء أن التاء حرف خطاب كهي في أنت، وأن أداة الخطاب بعده هي في موضع الفاعل استعيرت ضمائر النصب للرفع، وكون (أرأيت) و (أرأيتك) بمعنى أخبرني هو تفسير معنى لا تفسير إعراب، نصّ عليه سيبويه وغيره من أئمة العربية لأن أخبرني يتعدى بعن كقوله: أخبرني عن زيد، و (أرأيت) يتعدى لمفعول صريح وإلى جملة استفهامية هي في موضع المفعول الثاني كقولك: أرأيت زيدًا ما صنع؟ انتهى.
وقال ابن الشجري في "أماليه": ورد عليّ سؤال من الموصل عن العلة الموجبة لفتح التاء في (أرأيتكم) وهو لجماعة، والجواب: أما فتح التاء في (أرأيتكم) وأخواته فقد علمت أنك إذا قلت: رأيت يا رجل. فتحت التاء، وإذا قلت: رأيت يا فلانة. كسرت التاء، وإذا خاطبت اثنين أو اثنتين أو جماعة ذكورًا أو إناثًا ضممتها فقلت: رأيتما ورأيتم ورأيتنّ. فقد ثبت واستقر أن التذكير أصل التأنيث وأن التوحيد أصل التثنية والجمع. فلما خصوا