اعلم أن (أيضًا) مصدر أأض وأأض فعل مستعمل وله معنيان: أحدهما: رجع، فيكون تامًا.
قال صاحب "المحكم": وأأض إلى أهله، رجع إليهم. وكذا قال ابن السكيت، وغيرهما، وهذا هو المستعمل مصدره هنا.
والثاني: صار، فيكون ناقصًا عاملاً عمل كان. ذكره ابن مالك وغيره، وأنشدوا قول الشاعر:
ربيته حتى إذا تمعددا ... وآض نهضًا كالحصانِ أجردا ... كان جزائي بالعصا أن أُجْلَدا
(ورواه الجوهري: وصار نهدًا). وانتصاب (أيضًا) في المثال المذكور ليس على الحال من ضمير (قال) كما توهمه جماعة من الناس، فزعموا أن التقدير: قال أيضًا، أي: راجعًا إلى القول. وهذا لا يحسن تقديره، إلا إذا كان هذا القول إنّما صدر من القائل بعد صدور القول السابق، حتى يصح أن يقال: إنه قال راجعًا إلى القول بعد ما فرغ منه، وليس ذلك بشرط في استعمال (أيضًا).
ألا ترى أنك تقول: قلت اليوم كذا وقلته أمس أيضًا، (وكذلك تقول: كتبت اليوم وكتب أمسِ).
قال: والذي يظهر لي أنه مفعول مطلق، حذف عامله، أو حال حذف عاملها وصاحبها، وذلك أنك قلت: قال فلان، ثم استأنفت جملة، فقلت: أرجع إلى الأخبار رجوعًا، ولا أقتصر على ما قدمت، فيكون مفعولاً مطلقًا، والتقدير: أخبر أيضًا، أو