وقد جاءت في هذا الحديث مبنية لما لم يسم فاعله، فرفعت أول المفعولين، وهو ضمير عائد إلى (أحد)، ونصبت ثانيهما وهو (الذهب)، فصارت ببنائها لما لم يسم فاعله جارية مجرى (صار) في رفع ما كان مبتدأ ونصب ما كان خبرًا، وهكذا حكم (ظن) وأخواتها، وكذا حكم ما صيغ منها على صيغة المطاوعة كارتدّ وتحوّل، فإنها بزيادة التاء تجدد له حذف ما كان فاعلاً وجعل أول المفعولين فاعلاً، وجعل ثانيهما خبرًا منصوبًا، كما تجدد مثل ذلك في (حوّل) إذا بني لما لم يسم فاعله كقولك في: حوّل الله طائفة من اليهود قردةً، وتحوّلت طائفة من اليهود قردة.
فحوّل جار مجرى صير في نصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر، و (تحوّل) و (حُوِّل) جاريان مجرى صار في رفع المبتدأ ونصب الخبر، وقد خفي هذا المعنى على من أنكر على الحريري قوله في الخمر:
وما شيءٌ إذا فسدا .. تحول غيه رشدا
زكيُّ الأصل والده .. ولكن بئسما ولدا
انتهى.
قوله:(وقليل ما هم)[ص: ٢٤].
قال الكرماني:(هم) مبتدأ، و (قليل) خبره، و (ما) زائدة أو صفة.