قال الكرماني: فإن قلت: لفظ (ما يخرج) لا يصح جعله خبرًا للأكثر، قلت: فيه إضمار نحو: ما أخاف بسببه عليكم أو مما يخرج.
قوله:(إنّ هذا المالَ خضرةٌ حلوةٌ).
قال التيمي: التأنيث فيهما باعتبار المعنى، وهو ما يشتمل عليه المال من أنواع زهرات الدنيا.
وقال الخطابي وتبعه الزركشي: تأنيث الخبر تنبيه على أن المبتدأ مؤنث، والتقدير: إن صورة هذا المال حسنة المنظر مونقة تعجب الناظر. فلذلك أنّث اللفظين.
وقال ابن بطال: لم يأت خضرة على الصفة، وإنما أتى على سبيل التنبيه كأنه قال: هذا المال كالبقلة الخضرة، وتقول: إنّ هذا السجود حسنة، كأنك قلت: هو خصلة حسنة.
قال الكرماني: هذه ثلاثة أوجه في تقرير التأنيث في اللفظين، وله وجه رابع: وهو أن تكون التاء للمبالغة نحو: رجل راوية وعلامة.
وعبّر في موضع آخر عن الثالث بقوله: إنه صفة لموصوف محذوف، نحو: بقلة خضرة.
قوله:(إلاّ أكل الخضرة).
قال التوربشتي: نصب على أنه مفعول (يقتل)، والاستثناء مفرغ من المثبت لقصد التعميم فيه، ونظيره: قرأت إلا يوم كذا.
وقال الطيبي: الأظهر أنّ الاستثناء منقطع لوقوعه في الكلام المثبت، وهو غير جائز إلا بالتأويل، ولأن ما يقتل حبطًا بعض ما ينبت الربيع، لدلالة (مِنْ) التبعيضية عليه، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلاً، لكن يجب التأويل.