والحاصل بـ (ولكن)، ثلاثة أوجه: سكون النون وثبوت الهمزة بعدها مضمومة، وضم النون وحذف الهمزة، وسكون النون وحذف الهمزة.
فالأول: أصل، والثاني: فرع، والثالث: فرع الفرع. انتهى.
وقال الكرماني: فإن قلت: (أخوة) مبتدأ فما خبره، قلت: محذوف وهو نحو أفضل.
قوله:(لا تبقين في المسجد باب).
قال الكرماني: بلفظ المجهول وروي بلفظ المعلوم أيضًا، فإن قلت: كيف نهى الباب عن البقاء وهو غير مكلف؟
قلت: هو كناية، لأن عدم البقاء لازم للنهي عن الإبقاء فكأنه قال: لا تبقوه حتى لا يبقى. وهو مثل قولهم: لا أرينك ههنا، أي: لا تقعد عندي حتى لا أراك وقوله: (إلا سدّ باب أبي بكر) فإن قلت: الفعل ههنا وقع مستثنى ومستثنى منه، فكيف ذلك؟
قلت: التقدير: إلاّ بابًا سدّ فالباب الموصوف المحذوف هو المستثنى أولاً، والمستثنى منه ثانيًا. أو هو استثناء مفرّغ تقديره: لا تبقين باب بوجه من الوجوه إلا بوجه السد إلا بابه، وحاصله لا يبقين باب غير مسدود إلا بابه رضي الله عنه. انتهى.