قال ابن مالك: فيه وقوع ظرف الزمان خبر مبتدأ هو من أسماء الجثث. والأصل أن يكون المخبر عنه بظرف الزمان من أسماء المعاني، كقولك: غدا التأهبُ، وبعد غد الرحيل. فلو قيل: غدًا زيدٌ، وبعد غدٍ عمرو، لم يجز. فلوكان معه قرينة تدل عليه، أي اسم معنى جاز، كقولك: قدومُ زيدٍ اليوم وعمرو غدًا، أي: وقدوم عمرو، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لوضوح المعنى.
فكذلك يقدر قبل اليهود والنصارى مضافان من أسماء المعاني، ليكون ظرف الزمان خبرًا عنهما، فالمراد - والله أعلم-: فغدًا تعييد اليهود وبعد غد تعييدُ النصارى. وعلى ذلك قول الراجز:
أكُلُّ عام نَعَمٌ تحوونه
أراد: أكل عام إحراز نعم.
وقال القرطبي:(غدًا) هنا منصوب على الظرف وهو متعلق بمحذوف تقديره: اليهود يعظمون غدًا. وكذا قوله (بعد غد) ولا بد من هذا التقدير، لأن ظروف الزمان لا تكون خبرًا عن الجثة.