وإنما يفترق لفط "ثمان" ولفظ "جوار" في النصب، فإنك تقول: رأيت جواري ثمانيًا، فتترك تنوين "جوار" لأنه غير منصرف- وقد استغنى عن تنوين العوض بتكمل لفظه- وتنون "ثمانيًا" لأنه منصرف، لانتفاء الجمعية.
ومع هذا، ففي قوله "أو ثماني"، بلا تنوين ثلاثة أوجه:
أحدها: وهو أجودها، أن يكون أراد: أو ثماني غزوات، ثم حذف المضاف إليه وأبقى المضاف على ما كان عليه قبل الحذف، وحسن الحذف دلالة ما تقدم من مثل المحذوف، ومثله قول الشاعر:
خمس ذود أوست عوضت منها ...
وهذا من الاستدلال بالمتقدم على المتأخر، وهو في غير الإضافة كثير.
الوجه الثاني: أن تكون الإضافة غير مقصودة، وترك تنوين "ثمان" لمشابهته "جواري" لفظًا ومعنى. أما اللفظ فظاهر.
وأما المعنى فلأن "ثمانيًا" وإن لم يكن له واحد من لفظه، فإن مدلوله جمع. وقد اعتبر مجرد الشبه اللفظي في "سراويل" فأجري مجرى "سرابيل" فلا يستبعد إجراء "ثمان" مجرى "جوار".