للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] , وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مشروعية قصر الصلاة: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" (١).

[٣ - الوسائل الشرعية لحفظ المصالح التحسينية]

شرع الله تعالى أحكامًا كثيرة لتأمين المصالح التحسينية للناس، وتحقيق مصالحهم فيها، بما تقتضيه المروءة ومكارم الأخلاق في مختلف فروع الشريعة، لتؤدى مصالح الناس على أكمل وجه وأحسنه.

فشرع الله في العبادات أحكامًا لتكون العبادة على أقوم السبل، كالطهارة في الجسم والثوب والمكان، وستر العورة، وأخذ الزينة عند كل مسجد، والتطوع بالصيام والصدقة، والحجاب.

وفي المعاملات حرم الغش والتدليس والاحتكار، وحرم الإسراف والتقتير في الإنفاق، ونهى عن بيع الإنسان على بيع أخيه، ونهى عن بيع النجاسات.

وفي الجهاد حرم قتل النساء والصبيان والرهبان، ومنع قطع الشجر، ونهى عن الغدر والتمثيل بالقتلى، وطلب الإحسان في معاملة الأسرى، وعدم الإكراه في الدين.

وفي العقوبات والقصاص فرض المماثلة والإحسان في القتل وجعل حق الدم لأولياء القتيل، ولكن عن طريق القضاء والسلطان.

ثم أفاض الإِسلام في رعاية الأخلاق العامة، والآداب الراقية، والفضائل السامية (٢)، وصرح الرسول الكريم بذلك فقال: "إنما بعثت


(١) رواه الإمام مسلم وأصحاب السنن عن عمر رضي الله عنه مرفوعًا، (انظر فيض القدير: ٤ ص ١٩١).
(٢) انظر: الموافقات: ٢ ص ٩، علم أصول الفقه، خلاف: ص ٢٠٤، ط ٨، المستصفى: ١ ص ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>