حيث تختص "لا" بما بعد الإيجاب، و"لكن" بما بعد النفي.
[استعمالات لكن]
[١ - الابتداء]
تستعمل "لكن" قبل جملة لابتداء الكلام، وليست حرف عطف، وفي هذه الحالة تقع بعد إيجاب، ونفي، ونهي، وأمر، لكنها لا تقع بعد الاستفهام.
وتكون "لكن" استئنافية ابتدائية إذا فقدت شرطًا من الشروط السابقة، بألا يتسق الكلام بالاتصال، أو ألا يكون محل الإثبات غير محل النفي، وإذا لم يتقدمها نفي أو نهي، وإذا اقترنت بالواو، كمن اشترى سيارة بمائة، فقال البائع: لا أجيز البيع، لكن أجيزه بمائتين، فأبطل الأول، واستأنف عقدًا مستأنفًا.
٢ - لكنّ المشددة:
إنّ [لكنّ] مشدَّدَ النون هي حرف مشبه بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر، ومعناها الاستدراك أيضًا (١).
سابعًا: بل:
تأتي "بل" للعطف والإضراب، فهي إضراب عن الكلام الأول الذي قبلها، وإثبات للكلام الثاني الذي بعدها، وتستعمل في حالتي النفي والإثبات قبلها على سبيل التدارك للغلط، ويأتي بعدها المنفي والمثبت.
فإن كان ما بعدها مفردًا في إثبات فتعطي حكم ما قبلها لما بعدها، نحو: جاء زيد، بل عمرو، وأكرم خالدًا، بل سعيدًا، فيثبت مجيء عمرو، وإكرام سعيد، ويكون الكلام الأول كأنه غير مذكور، قال تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [الواقعة: ٦٦ - ٦٧].
(١) مغني اللبيب (١/ ٣٢٣)، رصف المباني ص ٢٧٤، البرهان في علوم القرآن (٤/ ٣٨٩)، الإتقان (٢/ ٢٣٢)، البحر المحيط (٢/ ٣٠٥)، كشف الأسرار (٢/ ١٣٩)، فواتح الرحموت (١/ ٢٣٧)، شرح الكوكب المنير (١/ ٢٦٦)، أصول الفقه الإسلامي الزحيلي (١/ ٣٨٦).