١ - ما: اسم موصول بمعنى الذي، صفة فعل المكلف، لأن المندوب هو الفعل الذي تعلق به الندب، والندب حكم شرعي يتعلق بأفعال المكلفين، ولفظ "ما" يشمل كل فعل يتعلق به أحد الأحكام الخمسة، ويخرج فعل غير المكلف كفعل اللَّه تعالى، فلا يوصف بالندب والإيجاب.
٢ - طلب الشارع فعله: وذلك بخطاب اللَّه الاقتضائي، ويدخل في التعريف الواجب والمندوب، ويخرج المباح والمكروه والمحرم؛ لأن الشرع لم يطلب فعلها، وتخرج الأحكام الوضعية أيضًا.
٣ - طلبًا غير جازم: يخرج الواجب بأنواعه، لأن الشارع طلبه طلبًا جازمًا، والطلب غير الجازم إما أن يكون صريحًا أو غير صريح، كما سنرى قريبًا.
فالمندوب هو فعل المكلف الذي طلبه الشارع طلبًا غير جازم ولا حتمي.
[التعريف الثاني]
عرف البيضاوي المندوب فقال:"هو ما يحمد فاعله ولايذم تاركه"(١).
١ - ما يحمد: ما اسم موصول صفة لفعل المكلف -كما سبق- الحمد لغة: الثناء بالجميل على فعل الجميل، والمراد به هنا الثواب من اللَّه تعالى، ويخرج من التعريف المباح، لأنه لا حمد فيه على الفعل،
(١) أصول الفقه، أبو النور: ١ ص ٥٧، منهاج الوصول: ص ٥، نهاية السول: ١ ص ٥٨، إرشاد الفحول: ص ٦، المستصفى: ١ ص ٦٦. كشف الأسرار: ٢ ص ٦٢٣، الإحكام، الآمدي: ١ ص ١١١، المدخل إلى مذهب أحمد: ص ٥٢، التلويح: ٣ ص ٧٨، الحدود في الأصول، الباجي: ص ٥٥.