للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث أسماء الظرف]

إن أسماء الظرف ألحقت بحروف المعاني لأنها لا تفيد معانيها إلا بإلحاقها بأسماء أخر كالحروف، ويدرسها علماء الأصول في الدلالات لتعلق المسائل والأحكام الفقهية بها، ونقتصر على أربعة أسماء منها، وهي: مع، قبل، بعد، عند.

أولًا: مع:

" مع" اسم للمقارنة بين شيئين، ولا ينفك عن المقارنة، نحو: جاء خالد مع عمرو، أي: معًا، وقد تجيء بمعنى "بعد" كما في قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥)} [الشرح: ٥]، أي: بعد العسر يسر (١).

ثانيًا: قبل:

" قبل" ظرف يفيد التقديم، مثل جاء زيد قبل خالد، فالقبلية صفة لزيد، أي صفة معنوية، لا بمعنى النعت اللغوي.

وإن قال الرجل للمرأة قبل الدخول بها: أنتِ طالق واحدةً قبل واحدة، فتقع طلقة واحدة؛ لأن القبلية صفة للطلقة الأولى، ومتى وقع الطلاق قبل الدخول فلا تبقى المرأة محلًا لإيقاع طلقة أخرى.

وإن قال للمرأة غير المدخول بها: أنت طالق واحدة قبلها واحدة، فتقع طلقتان؛ لأن القبلية صفة للطلقة الثانية التي قرنها بالطلقة الأولى، وهو مما يملكه، ولأنه ليس في وسعه تقديم الثانية، بل في وسعه إيقاعها مقرونة مع الأولى، فيثبت من قصده قدر ما وسعه (٢).


(١) الفصول (١/ ٩٣)، فواتح الرحموت (١/ ٢٥٠)، أصول الفقه الإسلامي، الزحيلي (١/ ٤٠٨).
(٢) فواتح الرحموت (١/ ٢٥٠)، أصول الفقه الإسلامي، الزحيلي (١/ ٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>