للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للاستئناس على حجيتها والاعتماد عليها (١)، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكد هذ الحجية بأقواله وأحاديثه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي" (٢)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إني أُوتيتُ القرآنَ ومثلَه معه" (٣)، وهذا المثل هو السنة (٤)، وعندما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "كيف تقضي إن عَرَضَ لك قضاء؟ " قال: أقضي بكتاب الله، قال: "فإن لم يكن في كتاب الله؟ " قال: فبسنةِ رسول الله، قال: "فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ "، قال: أجتهدُ رأيي ولا آلو, فضربَ رسول الله على صدره، وقال: "الحمدُ لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله، لما يُرضي الله ورسولَه (٥) ".

[إنكار السنة]

عندما ضاق الكفار بالإِسلام، ونفد صبرهم عن تحمله، وخلت عقولهم وأيديهم من معارضة القرآن الكريم، والطعن به، لجؤوا إلى الهدم عن طريق السنة، وسلطوا شكوكهم على الحديث، ووجهوا سهامهم على حجيته، وتعرضت السنة للإنكار في القرن الثاني الهجري من بعض الفرق الضالة المارقة من الدِّين، احتجوا بشبه واهية ضعيفة،


(١) الأدلة الآتية للاستئناس وليست لإقامة الحجة؛ لأنه لا يصح أن نحتج على الشيء بنفسه، فنقول: السنة حجة لما ثبت في السنة.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك.
(٣) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد عن المقداد بن معديكرب، وانظر معالم السنن, للخطابي: ٧ ص ٧، سنن أبي داود: ٢/ ٥٠٥، مسند أحمد: ٤/ ٣٣١.
(٤) روى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: "وكان الوحي ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك" تفسير القرطبي: ١/ ٣٩.
(٥) رواه أبو داود (٢/ ٢٧٢)، وأحمد (٥/ ٢٤٢)، والترمذي (٤/ ٥٥٦)، والدارمي (١/ ٦٥، ط البغا).

<<  <  ج: ص:  >  >>