تدخل عليه ظرفًا لما قبلها ووعاءً له، مثالهما قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: ٢ - ٤]، فالأولى للمكان، والثانية للزمان.
وتكون الظرفية إما حقيقة إذا كان الظرف ومظروفه جسمين، نحو جلست في المسجد، وزيد في الدار، والمال في الكيس، وإما مجازًا وتقديرًا إذاكان الظرف ومظروفه معنيين، أو كان أحدهما معنى، نحو: البركة في القناعة، والإيمان في القلب، وقوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩)} [البروج: ١٩].
وأما قوله تعالى:{وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، [طه: ٧١]، فقال أكثر النحاة: إنها للظرفية؛ لأنه لما كان المصلوب متمكنًا على الجذع كتمكن الشيء في المكان، عبّر عنه بفي، وقال بعضهم: إنها بمعنى "على" أي: لأصلبنكم على جذاع النخل على طريق المجاز.
استعمالات في:
تستعمل "في" مجازًا في عدة استعمالات، وبمعانٍ أخرى، أهمها:
[١ - بمعنى على للاستعلاء]
تأتي "في" بمعنى "على"، كما في قول بعضهم في قوله تعالى:{وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، [طه: ٧١]، أي: على جذوع، وكقوله تعالى:{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ}، [الطور: ٣٨]، أي: عليه، وكقوله تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ}، [الأنعام: ١١]، وكقوله تعالى:{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}، [الملك: ١٧]، أي: على السماء.