للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة، ثم عاد إلى أصله، كما سيأتي.

٤ - التأديب: كقوله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن أم سلمة: "يا غلام! سمّ اللَّه، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يَليك" (١)، فالأمر هنا للتأديب بقرينة الحال، وسبب الورود الذي ذكره عمر رضي اللَّه عنه.

٥ - الإنذار: مثل قوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: ٣٠]، فهذا إنذار للكفار لكي يتمتعوا في الدنيا وليس لهم نصيب في الآخرة.

٦ - الدعاء: كقوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: ٢٠١]، وقوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [آل عمران: ١٤٧]، فهذا دعاء للَّه تعالى، وهو كثير في القرآن الكريم والسنة الشريفة (٢).

[دلالة الأمر على المرة أو التكرار]

ذهب جمهور الأصوليين إلى أن صيغة الأمر موضوعة للطلب على سبيل الإلزام، وأن الأمر المطلق لا يقتضي التكرار، ولكنه يحتمل التكرار إذا وجدت قرينة أحاطت به، فيكون التكرار مستفادًا من القرينة، كأن يكون الأمر معلقًا على شرط هو علة للمأمور به، كقوله تعالى {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: ٦]، فيجب تكرار الطهارة كلما وقعت الجنابة، ومثل قوله تعالى:


(١) هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
(٢) عدد بعض العلماء دلالات الأمر المجازية، وأوصلها إلى ستة وعشرين معنى، منها ما سبق، ويضاف لها: الامتنان، والإكرام، والامتهان، والتكوين، والتعجيز، والإهانة، والتسوية، والتمني، والاحتقار، والخبر، والاعتبار، والتعجب، والتكذيب، والمشورة، وإرادة الامتثال، والإذن، والإنعام، والتفويض، انظر: البحر المحيط (٢/ ٣٥٧)، شرح الكوكب المنير (٣/ ٤٣)، نهاية السول (٢/ ٢٢)، البناني على جمع الجوامع (١/ ٣٧٦)، المحصول (٢/ ٦٢، ٦٦)، المعتمد (١/ ٥٧)، الإحكام للآمدي (٢/ ١٤٤)، كشف الأسرار (١/ ١٠٧) وما بعدها، أصول السرخسي (١/ ١٥)، فواتح الرحموت (١/ ٣٧٣)، شرح تنقيح الفصول ص ١٢٧، المسودة ص ٥، العدة (١/ ٢٢٩)، المدخل إلى مذهب أحمد ص ١٠٢، علم أصول الفقه ص ١٩٥، إرشاد الفحول ص ٩٤، أصول الفقه الإسلامي، الزحيلي (١/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>