للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - بمعنى "مع" للمصاحبة]

تأتي "إلى" بمعنى "مع" نحو قوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آل عمران: ٥٢]، أي: مع اللَّه (١)، ونحو قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [النساء: ٢]، أي: مع أموالكم، والمعنى: لا تضموها إلى أموالكم في الإنفاق حتى لا تفرقوا بين أموالكم وأموالهم (٢).

[٢ - ابتداء الغاية]

تأتي "إلى" لابتداء الغاية، نحو: فلان خرج إلى شهر، أي: ابتداء خروجه إلى شهر، ولو قال شخص: أنت طالق إلى شهر، فلا تطلق إلا بعد شهر، لأنه يريد ابتداء الغاية (٣).

سادسًا: اللام:

اللام حرف جر، وهي حقيقة للاختصاص والملك (٤)، نحو: المال لزيد،


(١) نقل ذلك الطبري عن السدلا وابن جريج واعتمده، وقال: "وإنما حَسُن أن يقال: "إلى الله" بمعنى "مع اللَّه" لأن من شأن العرب إذا ضموا الشيء إلى غيره، ثم أرادوا الخبر عنهما بضم أحدهما مع الآخر إذا ضمّ إليه، جعلوا مكان "مع" "إلى" أحيانًا (تفسير الطبري ٣/ ٢٨٤) وقال الحسن وأبو عبيدة: "إلى" هنا بمعنى "في" أي من أعواني في ذات اللَّه وسبيله (شرح الكوكب المنير ١/ ٢٤٦).
(٢) قال المحققون: إن معنى "إلى" في الآية راجع إلى معنى الانتهاء، أي: لا ينته أكل أموالهم إلى أموالكم، وهي متعلقة بفعل محذوف دل عليه الكلام، والتقدير: لا تُضِيفوها إلى أموالكم (البحر المحيط ٢/ ٣١٣).
(٣) مغني اللبيب (١/ ٧٨)، رصف المباني ص ٨٠، الإتقان (٢/ ١٦١)، الإحكام للآمدي (١/ ٦٢)، المعتمد (١/ ٤٠)، كشف الأسرار (٢/ ١٧٧)، أصول السرخسي (١/ ٢٢٠)، فواتح الرحموت (١/ ٢٤٤)، البرهان في علوم القرآن (٤/ ٢٣٢)، المسودة ص ٣٥٦، شرح الكوكب المنير (١/ ٢٤٥)، القواعد والفوائد الأصولية ص ١٤٤، شرح تنقيح الفصول ص ١٠٢، الفصول في الأصول (١/ ٩٣)، البحر المحيط (٢/ ٣١٢)، أصول الففه الإسلامي، الزحيلي (١/ ٤٠٢).
(٤) قال بعض العلماء: إن اللام للاختصاص، وقال آخرون: إنها للملك، ومن جعلها للاختصاص قال: ترد للملك مجازًا، ومن جعلها للملك قال: ترد للاختصاص مجازًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>